خبراء: "عاصفة التحالف الإسلامي" ستقتلع الإرهاب من جذوره

أكدوا أنه نقطة تحول فاصلة وأضخم حدث يشهده العالم بقيادة السعودية
خبراء: "عاصفة التحالف الإسلامي" ستقتلع الإرهاب من جذوره
ريم سليمان- سبق- جدة: في تأكيد جديد على محاربتها للإرهاب وتصديها له بكافة صوره وأشكاله، جاء الإعلان عن تشكيل التحالف الإسلامي العسكري بقيادة السعودية لمواجهة هذا الداء الخطير الذي لم تسلم منه منطقة في العالم، بل ربما ستتضاعف خطورته في السنوات المقبلة.
 
ويعكس إنشاء غرفة عمليات في مدينة الرياض جدية هذا الطرح الذي تشكل من 35 دولة، وأيده أكثر من عشر دول آخرين، وأخذت المملكة العربية السعودية على عاتقها ليس من الآن، ولكن منذ زمن بعيد، مكافحة ظاهرة الإرهاب، والتأكيد على أنه لا دين له، وأن الإسلام منه براء.
 
"سبق" تستطلع ردود الأفعال من قبل خبراء ومختصين للوقوف على ما سوف يضيفه التحالف للمنطقة في السنوات المقبلة.
 
خطط إستراتيجية
في البداية، تحدث رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط الدكتور أنور عشقي، عن تلك الجماعات الإرهابية التي تعمل على تشويه صورة الإسلام، وباتوا خطرا على الإسلام والمسلمين، ما جعل السعودية تتفق مع الدول الإسلامية لمحاربة هذه الفئة الطاغية والضالة، حيث يشكل التحالف 35 دولة من ضمنهم 10 دول أفريقية.
 
وأكد أن وجود تحالف إسلامي لحرب داعش يسقط الصفة الإسلامية عنه، ما يتطلب إسقاط كلمة دولة إسلامية من الإعلام عند الحديث عن تنظيم داعش، موضحا أنه كان ينبغي توضيح الصور حتى يعلم الجميع أن التطرف في الإسلام يعد تطرفا على الإسلام ذاته، وليس لمصلحة الإسلام.
 
وأوضح أن المملكة العربية السعودية تحكم بشرع الله، وبها الحرمان الشريفان، وتعد القيادة الأساسية للعالم الإسلامي، ومن واجبها أن تحتضن مركز العمليات لمحاربة ومواجهة الإرهاب.
 
وأشار إلى أن الحرب على الإرهاب ليست بالأسلوب التقليدي الذي ساهم في زيادة المنظمات الإرهابية ونشر الإرهاب، بل بالسعي على وضع خطط إستراتيجية لمحاربة الإرهاب بكافة الطرق والصور "عسكرية وثقافية وأمنية".
 
وعن دور التحالف، أكد "عشقي" أنه ستكون له نتائج إيجابية وفعالة، ويدل على ذلك ما قامت به الكثير من دول العالم من الاهتمام بالتحالف والسعي للانضمام له، واهتمام كافة الوسائل الإعلامية به، كما أن هناك 10 دول عربية أيدت، وقد تنخرط في هذا التحالف، وباقي الدول عليها إثبات أنها لا تدعم الإرهاب، وبعيدة تماما عن الأعمال الإرهابية.
 
وشدد على أن المغزى الأساسي من التحالف هو الإثبات للعالم أن هؤلاء الإرهابيين لا يمثلون الإسلام بشيء، وأبعد ما يكونون عن سماحة الديانة الإسلامية، وأساسه هو الحرب على الإرهاب.
 
نقطة تحول
ورأى الكاتب عن الجماعات الإرهابية، يحيى الأمير، أن هذا التحالف يعد تحولا كبيرا للغاية في المنطقة، لافتا إلى أنه كلما كانت التحركات أسرع كان أكثر تثبيتا، واعتبره أضخم حلف يشهده العالم، وقال: "واقع العالم يشير إلى مستقبل أكتر سوءا في المرحلة القادمة، ولذا دعت الضرورة إلى هذا التحالف الإسلامي".
 
وتابع: "سننتظر النتائج الإيجابية على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي"، وبسؤاله عما سيضيفه هذا التحالف للتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، أجاب: "أبرز التدخلات التي صارت في السنوات الماضية وكانت لمواجهة الإرهاب، مزقت المنطقة، وساهمت في زيادته، وساعدت على تعزيز الطائفية، ولعل ما حدث في العراق خير دليل".
 
وأوضح أن هناك افتقاداً لتحالف وقوة إسلامية تقود الحرب على الإرهاب بكل جدية، مؤكداً أن هذا سيكون هو دور التحالف الإسلامي.
 
وأشار "الأمير" إلى أن التحالف الإسلامي من شأنه أن يقضي على التعريف القائم للإرهاب الموجود حاليا، وربطه المستمر بالإرهاب الإسلامي السني بالتحديد، لافتا إلى حديث سمو الأمير محمد بن سلمان عن مواجهة التحالف للإرهاب مهما كانت طائفته.
 
غرفة عمليات
وردا عن مفهوم التصدي وآليته، قال الأمير: "باختصار سيكون التحالف ضد أي خروج عن السلطة التشريعية، وسيتم تنظيم الآلية مع الدول المشتركة".
 
وعن أسباب غياب بعض الدول عن التحالف قال "إن غياب بعض الدول طبيعي، فمثلا سوريا لا يوجد لها إلى الآن كيان حقيقي سياسي، ومستقبلها مرتبط بما بعد لقاء الرياض، وأيضا إيران، فهذا التحالف يضعها في وضع حقيقي، حيث يعد مواجهة صادقة للإرهاب".
 
وحول الفرق بين التحالف الإسلامي المشترك والقوة العربية المشتركة التي يتم الحديث عنها من قبل الجامعة العربية، أجاب قائلا: "التحالف يعد غرفة عمليات للتنسيق ومتابعة الجهود الفكرية والثقافية والأمنية، وأيضا الاقتصادية للتمويل، بينما القوة العربية فهو مشروع لقوات ردع عربية لمواجهة الأخطار الإقليمية"، معتبرا التحالف كيانا متكاملا استخباراتيا عسكريا وأكثر شمولا من ناحية القضايا التي يباشرها، وأكثر تخصيصا لتركيزه على الإرهاب.
 
وأكد في نهاية حديثه لـ"سبق" أن "السعودية هي الأبرز في صناعة هذا التحالف، كما أن ارتباطها بكل دول العالم ووجود ما يقرب من مليار ونصف مسلم يعيشون على أراضيها والقيمة الإسلامية الكبرى لها، جعلها الأنسب لقيادة التحالف ومقره في الرياض، إضافة إلى أن لنا تجربة إيجابية في تحالف عاصفة الحزم".
 
بنود واضحة
من جهته، رأى الخبير العسكري العقيد ركن بحري عمرو العامري، أنه "ما زال التحالف يحتاج إلى بلورة، في كثير من الأمور لا بد توضيحها، ووضع الأسس العريضة، بيد أنه يعطي الدور الريادي للملكة العربية السعودية".
 
وأوضح أن "كلمة تحالف عسكري ينبغي أن يصبح هناك بنود واضحة تلتزم بها الدول المشتركة، ويتم توثيقها والتوقيع عليها"، وقال: "الموضوع في إطار التنفيذ، ووضع النقاط الرئيسية لإيضاح كافة النقاط".
 
وتساءل: "كيف سيتم تجاوز نقطة كون مسماه (تحالف إسلامي) وبداخله دول غير إسلامية، وسيكون هناك دعم لوجيستي واستخباراتي خارجي؟! كل ذلك ما زال يحتاج إلى توضيح".
 
وأوضح الاختلاف بين التحالف الإسلامي والتحالف الدولي لمواجهة الإرهاب، قائلا: "التحالف الدولي أشبه بالتحالف الأخلاقي، يوجد فيه تنسيق ولا يوجد قيادة، وتحجم الكثير من الدول عن إشراك مقاتلين على الأرض، أما التحالف الإسلامي العسكري التي أعلنت المملكة عنه أمس ففيه قيادة والتزام، وستتضح في الأيام القادمة الكثير من التفاصيل، حيث ستكون مهمته كما أعلن، هزيمة المعتدي حتى لو تطلب وجود قوات على الأرض".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org