المفتي للمقاولين والمنفّذين: إخلالكم بالمشاريع هو إخلال بمصالح الأمة

ختم خطبته باستنكار ضياع اليمن على أيدي المجوس فساداً وسفكاً للدماء
المفتي للمقاولين والمنفّذين: إخلالكم بالمشاريع هو إخلال بمصالح الأمة
عبد الحكيم شار- سبق- الرياض: شدَّد المفتي العام للسعودية، الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ، على أمانة المسؤولين والموظفين والتجار والعمال والمقاولين ورجال الإعلام والصحافة والأطباء والصيادلة.. بأداء الأمانة في مهامهم ووظائفهم وأعمالهم.
 
وشدد رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء في خطبة الجمعة اليوم من جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض على المقاولين والمنفذين للمشاريع العامة بأنهم مؤتمنون على هذه المشاريع بتطبيق المواصفات، والالتزام بوقت محدد في تنفيذها محذراً من أن الإخلال بتنفيذها هو إخلال بمصالح الأمة.
 
ولفت سماحة المفتي إلى أن رجال الإعلام المرئي والمسموع والمقروء مسؤولون عما يُبَث ويُنشر عبرها من برامج ومقالات وأخبار، التي ينبغي أن تكون موجّهة لقضايا الأمة ومصالحها في الحاضر والمستقبل، مع الابتعاد عن نشر الشائعات والأكاذيب؛ فرجال الإعلام إن صدقوا فيما قالوه أو كتبوه كانوا على الإصلاح، منوهاً بأهمية أمانة الشاهد الذي يجب عليه تأدية شهادته على الوجه المطلوب؛ فمن شَهِدَ زوراً أو كذباً أو مجاملة لأحد فقد خان الله في ذلك؛ فالله حذّرنا من كتمان الشهادة بقوله تعالى: {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ}؛ فمن الخيانة كتمان الشهادة.
 
وتابع يقول: من الأمانة أمانة المستفتين والعلماء؛ فالمفتي يخبر عن الله - جل وعلا -؛ فيجب عليه تقوى الله ومراقبته فيما يُفتي به، وإذا لم يعلم فليمسك. مبيناً أن رجال الأمن مخلصون إذا اتقوا الله، وقاموا بالأمانة والواجب، والأخذ على يد السفيه والمفسد ومن يضر بمصالح الأمة.
 
 وحذّر المفتي الأطباء والصيادلة من استغلال المرضى برفع أسعار تكاليف العلاج والدواء عليهم، وقال: "أيها الطبيب والصيدلي، مهنتك شريفة؛ فاتق الله في عملك، وإياك أن تستغل ضعف المريض ومرضه بتكاليف العلاج الباهظة؛ فعالجه معالجة طيبة بأسعار مناسبة".
 
 وبيّن سماحته خلال الخطبة أهمية الحِرَف في الإسلام مطالباً ممتهنيها بالأمانة، سواء في التجارة والحدادة والسباكة والكهرباء وإصلاح السيارات، وقال: "يجب على العمال تقوى الله، وإتقان أعمالهم، وأن يوفوا بالمواعيد، وأن يحرصوا ألا يبالغوا ويغالوا في أسعار القطع أو تغييرها؛ لأن في ذلك استغلال الناس".
 
 وعدّد مفتي السعودية في خطبته جملة من فضائل الأمانة، مشيراً إلى أنه خُلق أنبياء الله والصالحين من عباده، لافتاً إلى أن الإسلام حث على التخلق بخلق الأمانة، ورغّب به مستشهداً بقوله تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إلى أهلهَا}، كما حذر من الخيانة مستدلاً بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.
 
  من ناحية أخرى، استنكر سماحة المفتي ما يدور في اليمن من تدمير وإخلال للأمن وسفك للدماء ونهب للأموال على أيدي المجوس وأعوانهم، الذين يبغضون الإسلام! معرباً عن بالغ أسفه لما يحدث في اليمن من مصائب واضطرابات وفوضى.
 
  وقال في ختام خطبة الجمعة: إخواني، يؤسف كل مسلم ما يجري في اليمن السعيد من هذه الفوضويات والاضطرابات والقلاقل التي لا أول ولا آخر لها. هذه المصائب في اليمن السعيد إنما هي من تدبير أعداء الإسلام؛ فليحذر المسلمون أن يستخدمهم أعداؤهم. أيها الشعب اليمني المبارك، من يحكم هذا البلد؟ أين العقول الجيدة؟ أين العلماء؟ وأين القادة؟ وأين المفكرون؟ أن تضيع البلاد بهذا الشكل تدميراً وإخلالاً للأمن وسفكاً للدماء ونهباً للأموال على أيدي المجوس وأعوانهم الذين يبغضون الإسلام وأهله.
 
  وأضاف فضيلته: هذه الفِرق الضالة هدفها القضاء على الإسلام، ألا يكفي المسلمين ما مر بهم؟ وأن لا يمدوا أيديهم إلى أعدائهم. إن أعداءكم المجوس لا يريدون لكم خيراً، وإنما يريدون إفسادكم وفسادكم وسلب خيراتكم وتضليل أفكاركم.. إلى غير ذلك من آرائهم الضالة. فيا أيها الشعب اليمني، ويا رجال اليمن، اتقوا الله في أنفسكم، عودوا إلى رشدكم، وحكّموا العقل والرأي السديد؛ لتعلموا أن هذه الحملات السيئة المجوسية جاءت لإضلالكم، وإضعاف شوكتكم، والقضاء على دينكم وكرامتكم وأخلاقكم.
 
وتابع: ما جاؤوا حباً لكم ولا رحمة بكم، ولكن جاؤوا لينشروا الفساد كما يريدون، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. فيا إخواني في اليمن، الله في أنفسكم وبحرماتكم وفي بلادكم أن تضيعوها في هذه الفتنة الضالة المضلة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، إنه على كل شيء قدير. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org