أنظمتنا الرياضية.. تـزداد غموضـاً..!!

ظهرت على السطح الرياضي مؤخراً قضية اللاعب "سعيد المولد"، محترف النادي الأهلي سابقاً والاتحاد حالياً، حسب العقد المبرم بين الطرفين، فضلاً عن تأكيدات وتصريحات وكيل أعماله الصحفية، وإشكالية توقيعه لناديَيْن للاتحاد بحضور وكيل أعماله ووالده العم فواز، والتجديد للأهلي بدون عِلْم وكيله..!!

 

الملاحَظ في مثل هذه القضية هو غموض الأنظمة الرياضية لدينا؛ فنادي الاتحاد يعتبر القائمون عليه أن موقفهم كان واضحاً وسليماً منذ البداية من خلال التفاوض مع اللاعب عن طريق وكيل أعماله، وكذلك بعد دخول اللاعب الفترة الحرة، أو ما يسمى الأشهر الستة المتبقية من عقده الاحترافي..!!

 

في المقابل، صرح مسؤولو النادي الأهلي غير مرة بأن سعيد المولد لاعب أهلاوي بتوقيعه لهم، وحجتهم أن مدير أعمال اللاعب أخفى عرضهم، في حين أن مثل هذا العذر يفتقر للإقناع، خاصة أن مثل هذا الإجراء يتطلب إرسال نسخة للجنة الاحتراف؛ وبالتالي فمن غير المعقول أن يتم إخفاء العرض من وكيل اللاعب، لكنها قد تكون مدخلاً لأي تسوية مرتقبة..!!

 

إلى هنا يبدو لي أن طريقة حل مثل هذه القضايا لن يكون مقنعاً لأي طرف، سواء الاتحاد أو الأهلي، طالما أن أنظمة الاحتراف لدينا ليست دقيقة وشاملة بما يكفي؛ إذ تحصل فيها ثغرات قانونية. فمثلاً، هنا الاتحاد اتخذ الطرق النظامية كافة لتسجيل سعيد المولد، وفق ما يراه من خلال فهمه للمواد وقراءته للقوانين، كما أن النادي الأهلي متمسك بتوقيع اللاعب له بعد رفع العرض عن السابق بمعدل مليونَيْن في السنة الواحدة؛ ليصل إلى ستة ملايين خلال ثلاث سنوات..!!

 

ما سبق سيجعل لجنة الاحتراف في مأزق حقيقي، لا تُحسد عليه، تجاه هذه القضية الجماهيرية تبعاً للناديَيْن، وما ستخلفه من تداعيات وردود فعل مختلفة فيما لو تم اللجوء إليها للفصل فيها..!!

 

ما يهم هنا ألا يكون اللاعب ضحية عاطفته أو ضغوط أو جهل بالقوانين الخاصة بالمحترفين بتوقيعه عقد احتراف لنادٍ جديد، وتجديده عقده مع ناديه السابق. وفي هذه الحالة، على مشرعي النظام الاحترافي مراعاة مثل هذه الجوانب الإنسانية؛ فكُرَة القدم باتت مصدر رزق لهؤلاء اللاعبين وللكثير من أسرهم..!!