قراءات في تحالف الرابحين ضد داعش وأخواتها

قراءات في تحالف الرابحين ضد داعش وأخواتها
بعد طول تردد أعلنت تركيا انضمامها لحلف الرابحين، ولتلحق بها بريطانيا وبلجيكا؛ ليرتفع بذلك عدد الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" إلى 62 دولة، وفقاً لبيانات وزارة الخارجية الأمريكية.
 
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية، فإن الولايات المتحدة تشن غاراتها الجوية ضد التنظيم الإرهابي باستخدام طائرات "F-22" و "F-18" وطائرات بدون طيار، وتدعمها في هذه الجهود المملكة العربية السعودية بطائرات F16 ، إضافة إلى القوة القيادية للسعودية سياسياً واقتصادياً ودينياً وفكرياً وروحياً في العالم العربي والإسلامي، وفي محيطها الإقليمي، الذي وظفته لإقناع الكثير من دول العالم الإسلامي بالانضمام وتقديم الدعم العسكري أو اللوجستي.
 
وقد تنوعت وتعددت مشاركات دول التحالف.. ففيما شاركت السعودية والإمارات والأردن والبحرين في الغارات الجوية، واقتصر دور بريطانيا على شن غارات جوية ضد التنظيم في العراق، وهو الدور نفسه الذي قامت به فرنسا، وأعلنت أستراليا استعدادها للمشاركة في الغارات الجوية، كما أعلنت بلجيكا الحرب على التنظيم بإرسال 6 طائرات حربية مقاتلة من طراز  F16 إلى العراق، ووضعها تحت تصرف التحالف الدولي، اكتفت دول مثل تركيا بإرسال مساعدات إنسانية بقيمة 1.5 مليون دولار إلى مدن شمالي العراق، وقامت ببناء مخيم لـ20 ألف لاجئ سوري فروا من المناطق التي يسيطر عليها "داعش". كما أرسلت ألمانيا 40 مظلياً لتدريب قوات البيشمركة الكردية، إضافة إلى تزويد هذه القوات بـ 16 ألف بندقية وبالصواريخ المضادة للدبابات والعربات المصفحة. بينما اكتفت دول أخرى في التحالف بدعم الجهد الإنساني لإنقاذ النازحين والفارين من "داعش"، مثل: سلوفاكيا والنرويج ولوكسمبورغ والسويد والكويت وسويسرا واليابان والنمسا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وإسبانيا وإيرلندا.
 
وإذا كانت الضربات الجوية للتحالف تهدف إلى فصل التنظيم جغرافياً بين العراق وسوريا، وقطع التمويل من خلال استهداف مصافي النفط التي تقبع تحت سيطرته، ومحاولة إجبار عناصر التنظيم على التخلي عن مواقعهم والانسلاخ من التنظيم، فإن التدخل البري هو ما سيحسم الأمر لصالح التحالف، ومن ثم لصالح المعارضة السورية أيضاً. فتحالف الرابحين مطلوب منه أيضاً أن يمد ضرباته إلى مطارات نظام بشار الأسد، وفرض حظر جوي في عموم سوريا؛ لتتمكن المعارضة من إسقاطه..
كما أن التحالف مطلوب منه أن يمطر بقذائفه وهجماته التنظيمات الإرهابية الأخرى، مثل "حزب الله" و"فيلق القدس"، بل إن الأسئلة تثار حول: لماذا لا يكون اليمن في حساباتهم؟ بأن تمتد نيران التحالف لدك مقار ومستودعات أسلحة التمرد الحوثي في اليمن الذي سيقوى جسمه أكثر إذا سيطر على الحديدة المهمة على البحر الأحمر حيث سترسو السفن الإيرانية لتقديم كل أنواع الدعم للتمرد الحوثي.. وبالتزامن مع أي نجاحات عسكرية على الأرض فإن الحرب الحقيقية تعتبر السعودية خير من يقودها، وهي الحرب الفكرية والدينية للفكر الذي يقوم عليه تنظيم «داعش»، وعدم الاقتصار على العمل العسكري للقضاء على التنظيم. فالمملكة العربية السعودية بمفكريها وعلمائها، وما تمثله من مكانة روحية وفكرية لدى المسلمين، هي الأقدر والأجدر والأفضل لقيادة هذا التغيير الفكري الأيديولوجيا التي قام عليها تنظيم «داعش». فلا بد من مواجهة هذا الفكر الخبيث بفكر مستنير، منفتح، يقبل الآخر، ويتعايش معه. فكر مستنير من ديننا الإسلامي الحنيف الصحيح، الذي يدعو للسلام، ويحرم الدماء، ويحفظ الأعراض، ويعمّر الأرض، ويوجِّه طاقات الإنسان لعمل الخير، ولمساعدة أخيه الإنسان.
 
وأخيراً، ونحن في جبهة قتال ضد هذا التنظيم، فإن المجتمع بأكمله مطلوب أن يدرك أن البلد في حالة حرب مع تنظيمات خطيرة تحيط بنا نحن دون سوانا؛ فعلينا أن نعي أن هناك من سيروج الشائعات المشككة والمعلومات المغلوطة عن البلد وقيادتها، وعن تنقلات القطع العسكرية، وهناك من سيتجسس ويسأل عن معلومات حساسة وأشخاص وقيادات مهمة؛ فعلينا أن نساهم في دعم المجهود الحربي من خلال إماتة الشائعات في مهدها، وعدم نشرها نهائياً.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org