محليات
"القرّاش": المرأة المطلقة تعيش صعوبة تكرار محاولة الزواج
وجه نصائح لهن وأرجع عزوفهن عن الزواج لعدة ظروف
بدر العتيبي- سبق- الرياض: أرجع الأخصائي الاجتماعي "عبد الرحمن القرّاش" كره المرأة المطلّقة للزواج مرة أخرى؛ إلى عدة أسباب نفسية وغريزية واجتماعية؛ ومن أهمها نداء الفطرة الأنثوية الذي يلحّ عليها بعدم تكرار المحاولة، ووجه لها نصيحة بتغيير نظرتها، فقطار العمر يمضي، معتبراً المطلقة تعيش بصعوبة بمختلف مجتمعات العالم، وعليها قبول ذلك فالحياة مليئة بالمواقف التي تكون محاور تحّول الإنسان للأفضل، ومن الضروري أن تؤمن بوجودها وحقها في العيش مرة أخرى بأكثر حيوية وفق أجندة جديدة تضع خط سيرها فيها برؤية أفضل من قبل.
وقال "القرّاش": إن هناك مسافة طويلة تفصل بين حدوث الطلاق واستعادة الثقة بالنفس بالنسبة للمرأة تمامًا مثل المسافة التي تفصل بين التدمير والبناء؛ حيثُ من السهل جدًّا تدمير كل شيء ولكن الصعوبة تكمن في إعادة الإعمار وقصر المسافة أو طولها يختلفان بين امرأة وأخرى.
وأضاف أنه نتيجة لذلك نجد أن بعض المطلقات يقاومن فكرة الزواج من جديد بعد فشلهن في حياتهن السابقة لاعتقادات معينة لديهن، ومن الأسباب إيمانها التام بأن القلب لا يفتح إلا مرة واحدة، فإذا انجرح من الصعب تكرار التجربة، وربما يكون من أجل أبنائها وخوفها المستمر على مستقبلهم وعدم ثقتها في والدهم؛ فترفض فكرة الزواج مرة أخرى؛ لكيلا تدخل عليهم أباً آخر ربما يكون أسوأ من الأول أو تفقد حضانتهم".
وأكد أنها ربما عاشت واقعاً مريراً نفسياً مع رجل أفقدها ثقتها بنفسها؛ مما جعل منها إنسانةً غيرَ متَّزنة عاطفياً؛ فتخاف من تكرار التجربة، وربما تكون مجبرة على الزواج من رجل معين، فحدثت لها ردة فعل سلبية تجاه تكرار التجربة ربما وقوعها تحت يدي رجل عنيف سبب لها صدمة من الرجال كلهم".
ولفت إلى أنه ربما ينتهي زواجها الأول بخيانة فتصبح نظرتها لكل الرجال سلبية، فلا تفكر بتكرار التجربة، وربما حدث طلاقها بسبب رجل مستغل نصّاب سلبها مدخراتها أو راتبها، فأحدث داخلها رعباً من الرجال واعتقادها أن نفسها ألزم ما عليها، فتحيا من أجلها فلا تفكر بالزواج مرة أخرى".
وحول الأسباب أشار إلى أن الأسباب كثيرة لكن يبقى نداء الفطرة الأنثوية تسمع صداه بداخلها بين الحين والحين، يلحُّ عليها؛ لذلك من المهم للمرأة المطلقة أن تجعل في حياتها مقياساً جديداً للرجل وتغير تلك النظارة السوداء التي تنظر بها".
واستدرك موجهاً نصيحة للمطلقة بقوله: "ولتعلم أن الحياة لن تتوقف بسبب طلاقها؛ فالعمر يمضي بسرعة وينبغي عليها استدراك هذه الحقائق قبل فوات الأوان؛ لأن المرأة المطلقة تعيش بصعوبة في كل مجتمعات العالم وليس هناك داعٍ أن تصعبها على نفسها أكثر، وأفضل شيء هو القبول بالواقع ومحاولة تقصير المسافة بين الهدم والإعمار من جديد".
وساق قائلاً: "وذلك من خلال رسم معالم الحياة ما بعد الطلاق، وأهمها استعادة الثقة المفقودة بنفسها وعدم إطلاق الحكم بالسوء على الرجال بالكلية، ولتعلم المطلقة بأنه ليست هناك مدة محددة لاستعادة المرأة ثقتها بنفسها بعد الطلاق، فقد يستغرق الأمر أشهرًا قليلة، وربما يدوم سنوات؛ فيجب أن تفكر المرأة في كيفية التغلب على اللحظات المأساوية وتحاول الإسراع في تحليل أسباب الطلاق وتغلق الباب وتبدأ من جديد في الاهتمام بشؤونها.
واختتم: "ولو تقدم لها أحد فلتكن نظرتها للموضوع جادة، ولكن وفق أهداف جديدة غير التي كانت عليها عندما كانت عزباء، ولتكن المرأة على ثقة بأن الطلاق لا يعني أنها ماتت أو انتهت أو أن الحياة خلت من الرجال المميزين الرائعين؛ بل ربما يكون طلاقها بداية لأسلوب جديد مع الحياة ليجلب السعادة لها أكثر من ذي قبل".