"القبلان": متى يتحمل أحدهم مسؤولية سقوط طفل في حفرة صرف؟

قال: لو فعلها المسؤول سيكون فتحاً إدارياً في ثقافتنا وممارستنا الوظيفية
"القبلان": متى يتحمل أحدهم مسؤولية سقوط طفل في حفرة صرف؟
تم النشر في
أيمن حسن- سبق: يتمنى الكاتب الصحفي يوسف القبلان أن يخرج مسؤول ويعلن أن الجهاز الذي يرأسه يتحمل مسؤولية سقوط طفل في حفرة الصرف، مؤكداً أنه لو فعل المسؤول ذلك لكان فتحاً إدارياً في ثقافتنا وممارساتنا الإدارية، ومشيراً إلى أن المسؤولية مشتركة لعدة أجهزة، وأن المشكلة الكبيرة هي الاتكالية، وعدم وضوح المسؤوليات، والازدواجية، وضعف المتابعة الميدانية، وضعف المواصفات، وغياب الرقابة والمحاسبة.
 
وفي مقاله "الحفرة جزء من مشكلة" بصحيفة "الرياض" يتساءل القبلان "لماذا يموت الناس في حفر الصرف الصحي؟ أمامنا الاحتمالات التالية:
- عدم تحديد المسؤوليات بشكل واضح يمنع الازدواجية والاتكالية.
- عدم وجود آلية مقننة للمتابعة.
- الصيانة.
- ضعف التنسيق بين الجهات ذات العلاقة.
- ضعف المراقبة والمحاسبة.
- احتمالات أخرى.
 
تلك الاحتمالات نطرحها بشأن السقوط في الحفر وأيضا يمكن طرحها لدراسة مشاكلنا الإدارية المتكررة التي تواجهنا في مواقع كثيرة، في المستشفى، في المطار، في الجهاز الحكومي، في الأسواق، في المدرسة، في الجامعة وغيرها".
 
ويؤكد القبلان أن "الحفرة هي جزء من مشكلة كبيرة والمشكلة الكبيرة يمكن أن نحدد معالمها إذا رجعنا إلى أسس النجاح ومن أهمها الأمانة والجودة.. هناك مشكلات لها طابع التكرار والمقاومة مثل الأخطاء الطبية، الازدحام في المراكز الحدودية في الإجازات، ومشاكل عودة الحجاج إلى ديارهم، وانقطاع الكهرباء والمياه، وحوادث التفحيط بالسيارات ومخالفات السائقين التي تسبب حوادث المرور القاتلة، وازدحام المطارات، وتصريف مياه الأمطار، وما يتبع نزولها من أخطار.. تلك مجرد أمثلة والمشكلات كثيرة ومتكررة لأن بعض الإدارات تقوم بمهامها بمبدأ رد الفعل وإذا كانت القضية أو المشكلة لم تسلط عليها أضواء الإعلام فقد يتم تجاهلها".
 
ويضيف الكاتب "إنها الإدارة بالإثارة وهي إدارة أزمات وفزعات تجد الحلول دائما في تشكيل اللجان. وبينما كان بعضنا يتساءل عن تقرير اللجنة التي تحقق في موت طفل ووالده في حفرة صرف صحي بجدة قبل عدة أشهر، وإذا بخبر صاعق جديد وموت طفل آخر في احدى غرف الصرف الصحي بجدة.. الرجاء لا أحد يقول إن الخطأ فردي فلا يمكن فصل أداء الفرد عن أداء المنشأة التي يعمل فيها. هو يمثلها ويخضع لأنظمتها ومبادئها ومعاييرها الإدارية".
 
ويقول القبلان " إن المسؤولية في قضية مسلسل الحفر القاتلة تتوزع على عده جهات حسب مهامها وصلاحياتها. ولو بادر رئيس أحد الأجهزة ذات العلاقة بهذه الحفر وأعلن أن الجهاز الذي يشرف عليه يتحمل مسؤولية كذا وكذا، لو اعترف واعتذر وحاسب، لو فعل ذلك لكان فتحا إداريا في ثقافتنا وممارساتنا الإدارية".
 
ويخلص الكاتب إلى أن "الحفرة عنوان لفشل إداري، وصفعة قوية تذكرنا بأن إعداد اللوائح والأنظمة والقوانين غير كاف وأن المحك الحقيقي يكمن في التطبيق.. أن القَسم الذي يؤديه المسؤول قبل مباشرة عملة يتضمن قيم الصدق والأمانة والإخلاص".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org